وللقلوب أقنعة
الحب هوأن تهرب مع شخص واحد من تفاهه العالم أجمع وأن تستمتع برؤيته وحديثه بكل أدراك الحواس وبكل الطرق الممكنه ..
ولكن ماذا لو تغير هذا الحبيب فجأة وأصبح يتهرب منك ماذا لو أرتدى قناع أخر غير الذى تعودت عليه ماذا لو أتخذ موقفا تجاهك عجيب وغريب غير متوقع وتسللت اليك سيول الآسئله وكلما حاولت أن تعرف منه الآجابه تهرب وراوغ فى ردودة وبدلا من يريحك بجواب مقنع وشافى أتهمك بالشكوك والظنون فأنت على ثقه تامه بهروبه من الآجابه وتتمنى أن يرد بكلمه واحدة مقنعه أو تحاول أن تقنع نفسك بها ولكن دون فائدة ويحاول هزيمتك بالصمت والهروب ليضعك فى طريق أخر وهو الرجاء وتصبح مشتتا مابين الحقيقه ومابين عودته .... ..
أن تلون المشاعروكثرة الآقنعه فى هذا الزمان هى الظاهرة الاكثر أنتشـــــاراً ... لطالما استحوذت الاقنعة أهتمام الناس منذ القدم..خاصة الشعوب التي كانت تسيطر عليها فكرة الارواح والالهة والسحر والشعوذة والدجل ..وأنتقلت عدوى هذا الهوس الى الفن..وهناك العديد من الآعمال التي تتناول فكرة الاقنعة ولكن فى زماننا لم يعد هناك الحاجه الى أعمال دراميه لتجسد لنا الفكرة لآنها موجودة فى واقعنا وأنتشرت لحد القلوب التى لا تحيا بدونها
أصبــح الزمان أشبة بغابة و الكل فيها يسعى للكذب والمراوغه ليحقق مأربه ولايفكر بمشاعر الأخرين وغير عابئا بما يصبهم بعد ذلك من جراء كذبه وتلونه وبلا ادنى تفكير يسعى دوماً لـ ان يكون ملاكاً بجناحين ويخفى مخالبه الشيطانيه حتى يحقق أهدافه ....
أصبحت الآقنعه أكثر رواجا من أى سلعه أخرى وباتت القلوب المخدوعه والمغدورة بلا حدود وملقاة على أرصفه الزمن تنتظر لحظه الشفاء من غدر وكذب الحبيب ... مضى هذا الزمن عاريا من الصدق والاخلاص والوفاء ومشوها بلا ملامح .
ربمــــا الزمان الذي نعيشه أشبه بزمن الكذب والرياء والخداع ... فقد نقابل يوما وجه يسحرنا بطيب كلماته وروعة حديثه وعذب صفاته فننساق معه في تياراته الزائفة والمتلونه دون أن ندرى لتكتشف أخيرا أننا كنا نتأمل لوحة خاليه من الألوان .. لا تحتوي إلاعلى اللون الأسود ونشعر بالآسى والحزن كلما تأملنا ونظرنا الى هذه اللوحة القاتمه شخص يكذب ويلعب بالقلوب وكأنه يتفنن بلعب الآورق أشخاص كبار في السن ويكذبون و يخدعون ..؟
وأخر يواصل الكذب من أجل كسب حبيبه وأخرى تتعمد الكذب من أجل كسب حبيب ولم يعد هناك حبيبه خالصة لاتعرف الكذب ولا حبيب صادق فى وعودة ..
أصبح الكل يبدل أقنعتهم كما يحلو لهم ومضت المشاعر كالثياب والآحذيه نبدلها وقتما نشاء ومتى أردنا .. كثيرة هي الجراح التي تدمي المشاعر ، لكن جرح الكذب أو الغدر أو الخيانه دائماً ما يكون جرحهم مؤلماً ومتعباً وغائرا في ذات الوقت ، ذلك أنه يأتي مباغتاً ومن أشخاص لاتتوقع منهم ذلك ، يأتي فجأة دون سابق إنذار ودون أن نتوقعه ، وهنا يكمن العذاب والألم بل الحسرة والمرارة خصوصاً عندما نمنح الحب والإخلاص والوفاء بلا حدود لمن كان ارتباطنا بهم وجدانياً وروحانيا ومختلفاً عن غيرهم ، وبدرجة عميقة وتتخطى الحدود من الصدق والعطاء معهم ....فإذا أردت أن تعرف يوما عمق الجراح فتلمس قلبا تعرض لطعنة من يد من أحب وأخلص له فى حبه.......؟

ليست هناك تعليقات