Header Ads

أحــــزان القمر

                                


أتعبها السهر كل ليلة تحت شجرة الآحزان تشكى وتبكى للقمر، تحكى له عن حالها تسترجع أحلامها بعد أن أختالها ذلك الأنسان الذى أحبته وتزوجته تئن بكلماتها المكلومه وتداوى جراح أستقرت في قلبها وسكنت روحها ...لا تدري ما تفعله غدا لآنه لم يعد لها غدا فالزمن توقف بها عند هذه الحظة .. لحظة أكتشاف الحقيقه , انقلبت السعاده إلى حزن ... والآحلام صارت أسراب من الخوف والكوابيس , تبدلت ملامح وجهها ورسم الهمم خطوطه الصفراء بأصرار على ضحكتها ...

 لم تعد تحتمل قسوة الآيام ولا قسوة أنسان تزوجته وألقى بها فى سراديب الآلم بين ظلام الغدر وعمق الآحزان , ليغلب عليها إحساس الضياع, وأحترقت الصوره التى دأبت على تخيلها كل يوم وكيف ستلون بيتها بالسعادة مع من أحبته وتزوجته كأنّ الزمن أراد أن يقيد تلك الآحلام عامداً متعمّداً , لتنقطع عنها أسباب الفرح والسعاده وتنضب أنهار الآمل فى صحراء النفس والوحده الموحشه ..

إقرأ أيضا  

الحنين أليهم

مابين الحب والحرمان

خيال عاشق

 عرفت أنّها لا يمكن أن تعود بالآيام للوراء وأنها باتت فى مهب الريح تأكدت بأن ما حلمت به معه كان سراب, وأستحالة أن تخالط نور وضوء أحلامها من جديد , وتنزع حقها المغتصب من ظالمها ..! عقبة كبيرة تقف وسط طريقها لن تجد أحدا... وتعود وتسأل كيف تستوفي حق الآنوثه لنفسها بعدما حفر الزمن خندقا وسورا من الحدود الفاصلة بينها وبين زوجها ... كل لحظة هى طعنه تكابد فيها مرارة الغدر وحدها والدموع تروى ما جف من مشاعر وأحاسيس تجاهه .... ولكن هل الدموع ستخفّف من يأس أملها , وكيف تبعد شماتة الوقت والعيون عنها ....؟ 

تتلوى فى صمت من ضربات الزمن, وتنتظرلحظة أمل هاربه من معتقل اليأس لم يعد لديها سوى أن تسافر من اللاوجود الى الضياع فى حياه تجردت من كل المعانى وأصبحبت أمرأة تجمدت فيها الآنوثه أمام القدر الذى أذاب فيها الحزن وتستعر في جسدها نيران الوحده والآشتياق, فتهرب بأفكارها لتجد أثار لهيب الحريق في عروقها وويسرى فى الدم لينتشر الى كل أنحاء الجسد.. لم يكن هذا إلاعذابا للروح , وما هو إلا تقديم البرهان على فعلته بالتنسيق مع القدر الذي فرض عليها واقع مرير ويزداد سوءاً عندما حجبت عنها أسباب الرزق والعيش , لتحتسي من الحياة مرارة الألم والحرمان...

حتى إن القلب ليرتعش , والكلمات تئن وتصرخ حين تحتبس الدموع في عينيها امرأة ليس لها من ماض تتعقبه , ولا حاضر تعيشه , ولا غد تنتظره تقضى نهارها فى بعاد وليلها فى هجر وتعانى ويلات الفراق نهارا ووجع الهجر ليلا وتتعاقب في مخيلتها أجمل ذكريات حملتها في قلبها خلال أيام قليله عاشتها معه , ورغم ما يحتويها من مأسى فإنّ الجمال الحزين قد تورّد في وجهها , ولا يمكن له أن يُحسن وصف جماله , وطهر عزريته تحاول أن تردّ انفاسها إلى روح أستعمرها الحزن ولكن عبثا , وهى تجد ألماً عميقاً , وحزناً دفيناً قد سحق حقيقة وجودها تحت هذه الضغطة تعتصر , لتتحول إلى حبّة صغيرة تنحدر إلى قلب روحها ليتحرك فيها اللسان بسؤال واحد : لمَ هذا ؟؟؟..لما ولدت وعاشت في زمن لا تقوى فيه على الإجابة , لأنّ ظالمها أحال الخرس إلى لسانها ,و قطع عليها كلّ أماني عمرها,وصارت الإنسانية كلها عاجزة عن انتزاع أحزانها وهمومها وغير قادرة على أحياء كل ما مات بداخلها الإنسانية كلها لاهية وغافلة عما يجري حولها وبداخل روحها وقلبها..

إنها مجهول بشري لم يجد من يشعر بحرقة زفراته, ولا ضوءا لوحشة دربه حتى بات الآلم يؤلمها , والعذاب يعذبها, ولا أحد سواها يحسّ بما تعانيه في سويداء قلبها.. تمشي ذليلة ضائعة , يساورها الخوف والقلق , فترتعد ألفاظها , وتتوسل بعين قلبها من يعينها على كسب الحياة أو على الآقل كسب نفسها من جديد ...؟


ليست هناك تعليقات