قلب له أنياب
دائما تكون بدايه الكلمات صعبه ويغلفها التردد فى كل حرف لدرجه أنك لاتجد ماتكتبه عن أحداث تغلغلت بالقلب وعشت لحظاتها المرعبه والمخيفه والمليئه بالآحزان والآهات ولكن مجرد لحظات وبعد أن تسترجع تلك الآحداث من بئر الذاكرة نجد القلم وقد نزف وأنفجر كالبركان ليخط ويكتب ويصرخ ويسيل نزفه على صدر الورقه كالسيل الجارف .. ويصرخ ويقول
توحشت القلوب حتى بدى لها ذيل وأنياب .. وتحولت نبضاتها الى مخالب وهجرت المدن وأتخذت من البريه عنوان .. أكتب بحروف تائه وعيون باكيه وبقايا قلب ممزق ...أغمس القلم فى أحشاء القلب لآطرز لك هذة الكلمات ......سيدتى لقد أنتحلتى منطق الوحوش بكل أتقان بل تفوقتى عليها فى غرائزها .. لنعترف أذا أنه ليس من قال يوما لنا كلمه أحبك صادق فى أحساسه لنا .. فقد يكون مجرد أعجاب أو وهم؟ أو تخيلات لفترة وتنتهي ويذهب إلى طريقه في الحياة ويرى القادم بعيون أخرى ونظرات مختلفه بعيدة عن ما ظننا أنه حبا ..غير مبالى بالضحيه وغير عابئا بعذابه؟
سيدتى هل كان حبا أم عذابا جلبناه لآنفسنا ؟ ولكن من الضحيه ومن الذئب..؟ من الذى أنقض على الفريسه بمكر الثعالب ودهاء الآنثى وطهاره الملائكه .. من يستحق اللعنه..؟ هل من قال أحبك أم من صدق هذه الكلمه وعاش فى روعتها ...؟ سيدتى هل تذكرين يوم أن جئتى وعزفت شفتيك كلمه أحبك ... أحبك أنت دون سواك ..؟ هل تذكرين نعومه كلماتك..؟ هل تذكرين خفقات قلبك ..؟هل تذكرين كيف أبهرتنى بدفء همساتك ..؟ وأروع الكلمات والحروف حتى وقعت فى حبك ..؟
أم أنك تحاولى الهروب بالنسيان واللامبالاة..؟أم أن هناك قلبا أخر يداعب عيناك ويسيل لعابك بالتلذذ لمهاجمته بأنياب قلبك ومخالب عيناك .. فلازال بين القلب أنيابك المكسورة وقد مزقته بشراسه.. قلبا ناعما لم يقوى على أنيابك .. أعود وأسأل هل كان حبا .. أم أعجاب .. أم عذاب .. لماذا جئتى الى عالمى ونثرتى عبيرك المقزز تحت أقدامى وكيف الملاك بعيونى يصبح ذئبا ..؟
وكيف الحنان يتحول الى قسوة هل كان حبا أم وهم الواهمين تخيلته وعشته معك .....فعندما نكون فى أشد الحاجه الى الحب وتكون النفس والقلب عطشى فمن السهل أن نخطئ و نشعر بالحب فى اى لحظه ودون تفكير مع من سوف نعيشه وسوف يأتى من اى أتجاه .. ويخيل لنا أن من يقترب منا هو ملاك يحمل لنا بين يدييه عرش الحب الذى سنجلس عليه نتوهم انه يحمل ترياق الحب ولكن الحقيقه لايحمل سوى الغدر والخيانه ..نظن أنها قلوب رحيمه جاءت لتداوى الجروح .. نلقى بكل مشاعرنا تحت أقدامهم ونكشف كل أوراقنا كامله لهم ولا نتخذ ساتر من غدرهم أو خيانتهم ... هكذا كنت أظن بك لحظه أن أحببتك ..فلقد أحببتك بصدق وعفويه ولم أكن يوما أدرى أنك أنثى تحمل مكر الثعالب .. ودم الآفاعى البارد بين عروقها .. فالحب سيدتى هو الذى يداوى جرح الآنياب وهو الذى يحملنا ويترفق بنا أن قلب الأنثى ليس كقلب الرجل وأن المرأة إذا أحبت فلن تستطيع الصبر طويلا دون أن تمنح الحب لمن بادلته حبا بحب.. هكذا قالو لنا ولكن من أين أتيتى بذلك القلب ..؟ تحولت كلماتك الى عويل وحروفك أصبحت تستمد مدادها من سم الثعابين وقلمك بات سيفا ينغرز بالروح فلا تتعالى أو يأخذك الكبرياء فمثلى يتألم وينزف فى صمت ووقار الآن ماعليكى سوى حمل حقائبك المزيفه وأنا المحك بأسوأ صور أرتسمت فى عينى لآمرأة فقد أتضحت الحقيقه وذابت ألوانك الباهته وسقط القناع عن وجهك القبيح وأتركى حلمى الجميل يرتل بعدك كما كان وأتركينى أمزق أيامك من تاريخ حياتى بلا اسف أو ندم ....
يقيناً كلانا سيبقى وننتظر على ضفاف الأمل حتى وأن تشتت الآحلام وأنقسمت الى نصفين يقينا سوف تمنحنا الآيام حبا صادقا وتمنحك فريسه أخرى .. سيدتى أنا هنا فى عالمى وأنتى هناك فى غابتك فيستحيل كلانا أن يحيا فى نفس المكان كلانا له عالم مختلف عن الآخر فقوانين الطبيعه ثابته لاتتغير .. لابد وأن تحلق الروح يوما على ظهر سحب الهوى وتتحرر من جاذبيه الآنتظار والجوى ..
حتما ستأتى اللحظه التى نسد فيها جوع القلب من الحب والآشواق فما أروع تلك اللحظه التى نحتضن فيها من حلمنا به ومن أراد أن ينصهر معنا فى مساحه هى العالم كله .. سوف تأتى اللحظه التى نعانق فيها احلامنا سويا أنا ومن أهدانى الحب بصدق وعفويه تماما كما توهمتك يوما .. فنسائم الحب قادمه لامحاله تحمل فى جوفها الحب والعطاء الذى حلمت به تهطل على ارض أحلامى ندى عذب يروى قلبى وأيامى وتنمو زهور الياسمين ويجرى نهر الحب فى الوجدان... وفى أحضان السعادة ننصهر سويا...

ليست هناك تعليقات