جراح القلوب

                                

لم تزعجنى نظرات الطبيب حين اطال النظر الى بكل أهتمام وهو يحادثنى وينتقى كلماته بعناية ويبلغنى بأن قلبى لم يعد يتحمل ما أصابة من ضربات السنين وبحاجة الى جراحة عاجلة .. كلماته لم تقلقنى ولم تزعجنى ولكن ما زلزل وجدانى هو  سؤال واحد  قفز على عجل فوق منصة البوح 

ماذا لو عبثت يد الطبيب بقلبى ؟ ماذا لو راح مشرطه يمزق هنا وهناك ماذا لو طالت مخالب مقصاته اماكن بالقلب عشت عمرا بأكمله احرصها واحميها من يد الزمان ومن المتطفلين خشية أن يعرفون أسمك وملامحك وينكشف حبى لك .
لم أخشى نزيف الدم بل خشيت نزيف الذكريات على طاولة المرض وقلبى مفتوح على مصرعيه بلا حول ولا قوة ، خشيت ان يخطئ الطبيب موضع الألم ويستأصل ماتبقى من لقاءنا الأخير ..أن يمحو كلمة محفورة على جدران الأمل من ذكرى لازالت تداعب قلبى .. 

خشيت أن يغلق نافذتى الوحيدة على حبا ضاجع أحلامى بكل رغبة ونشوة.
ما يقلقنى ياحبيبتى أن أكون وقعت فريسة ليد طبيب يجهل معنى العشق والهوى فيظن أنك سبب علتى ولايدرى أنك النبض  وإن قلبى بدونك لن ينبض بالحياة.