ليالى الفراق
باردة هى ليالى الفراق، تلك الليلة أستيقظت فزعا وهربا من أحلامى بعدما شاخت سعيا وراء الآنتحار، تجمدت شرايينى من صقيع الوحدة ، لملمت شجاعتى الهاربة وأمسكت بأوراقى المتناثرة على منضدة الآمانى ورحت أستجمع ذاكرة مشوهة وملقاة مكشوفة لعوامل التعرية
رحت أحارب كلمات علقت بحنجرتى كغصة تأبى التعافى وكأن الأيام تتلذذ بعذابى وأنا أكتب لك رسائلى المغلفة بالأنين ، خرجت من المعركة بلا دموع ساخنة أو جروح بالذاكرة وبلا نزيف يعيق حياتى.
حاولت أن أجد مخرجا كى أتحاشى بياض أوراقى وألونها بمعاناتى بعد الفراق عسى أن يصبح كتابا جديدا أو خيبة جديدة تضاف الى قاموس الكتب التى ضاق بها قلبى ..توقعت هزيمة نقراء من الحروف وأن افشل في تدنيس أوراقى هذه الليلة
وما هى إلا لحظات بعدما نظرت الى طيفك في الفراغ الحالك سوادا لأدرك أنه ما كان إلا وصلة جديدة لنفس كتابى الأسود بلون عيونك، وما هى إلا مجرد أوراق جديدة ملحقة لذات الحكاية....تترك لي فرصة أخيرة لأدراج نهاية سنة كبيسة،تليق بفصول الماضي بكل احداثها،ومشاعرها.

ليست هناك تعليقات